الأربعاء، 26 سبتمبر 2012

أسلحه ليست فتاكه


فى مسلسل ( How I met your mother ) , هل تعرفه ؟ .. كلا الإجابتين سواء . لأن معرفتك لن تغنيك شيئا ً عن من لا يعرف الذى لن يضره شيئا ً بجهله . الأهم أن تعلم ماهو قادم .. أن أحد الممثلين المساعدين أخبر ( مارشل ) أحد الأبطال .. فى لقطه قد تبدو عاديه .. جمله ليست بالعاديه .. جمله تحمل فى طياتها النفع لمن يستغلها .
الجمله هى " أجعل الناس فى إحتياج لك دوما ً " ألقاها له كمن يفشى له سرا ً و لا يريد أن يعلم بامره أحد .. فأخذ يعمل عقل مارشل على النحو التالى .. بحثت قاعدة بيانات مخه فى موظفى الشركه .. فوجد مايكل .. رجل الحلوى , وتعثر بجون .. صاحب النكات والطرائف , وتذكر تونى .. من يجلب كل جديد من أخبار ( نطلق عليه عندنا العصفوره ) .. ثم إنتقل مارشل من عتبة تأكده من صحية الجمله المذكوره .. إلى صعود سلم إمكاناته درجه تلو الأخرى ينبش ويبحث عما يملك قد يفيد الأخرين ويجعلهم لا يستغنون عنه .

تاركين ( مارشل ) يحدد هويته الأمريكيه .. ودعونا نهتم بشأننا الداخلى البحت .
أوقف الزمن للحظات قليله جدا مقارنة بعمرك .. إضغط (
Pause ) لكى تقف تروس الحياه من حولك .. حتى تعمل دوائر مخك فى سكون وهدوء .. أخرج من قالبك الدنيوى , وأنظر لشخصك نظره خارجيه , نظرة تاجر للرقيق فى عهد المماليك , بكم تبتاع نفسك ؟ . وأعلم ان لن يزايد عليك أحد حيث لا يوجد غيرك مهتم بهذه الصفقه.
غيرك مشغول مثلك بتقييم نفسه .. يحيره كم تساوى قوة عقله و حدة زكائه .. إذا توافر له الأخير ؟ , كم وحده شرائيه تستطيع دفعها للشخص الذى يظهر لك فى المرآه مقابل ان يخبرك بالحقيقه ؟ .
حقيقة مؤهلاتك العقليه و قدراتك الدماغيه و مميزاتك الروحيه و قوتك العضليه .
اذا كان التقرير القادم إليك من المرآه يفيد بعجز حالى أو قادم فى أى من النواحى السابقه .. فعليك تنميته , أما إذا كان لديك فائض من أحد الجوانب فعليك استثماره .

بالرجوع الى دوامتك بعد الضغط على (
play ) .. أخشى عليك من خطوه قادمه قد تغفلها , أو تلهيك عنها جاذبية الحياه , على الرغم من كون النسيان نعمه فى احيان كثيره , و لكن لا تعطه الفرصه فور حصولك على تقرير المرآه .
متجر السعاده يقدم لك أحدث العروض بمناسبة قرب زوال الجنس البشرى , إغتنم الفرصه وبادر بالحجز , لدينا من الثقافه ما تنشده العقول , لدينا من الأخلاق ما تفتقده الروح , والمفاجأه .. إذا اتصلت الأن سنوفر لك صديق مهتم بمثل اهتماماتك , يمكن إستغلاله حيثما شئت .. يمكنك تبادل المعرفه معه , ومراعاة لظروفك الماديه نرتضى التقسيط مدى الحياه على أقساط لا نهائيه .

كل ما عليك هو زيادة ترسنه التسليح لديك و تنمية قدراتك التواصليه مع البشر , تصافح فى ود .. تخاطب بهدوء .. تصغى بإنصات .. تعاتب فى رقه .. تستنكر بأدب .. تبتسم فى صدق .. تغار لدينك .. وتصحح الخطأ .
وإكتمالا ً لعملية التسليح .. تزود نفسك بطبقه من التيتانيوم للحد من الأفكار السلبيه والسلبيين , ومضادات للمحبطات , وقاذفات الإطراء و الإشاده بالأعمال الجيده , ونظام إنذارى مبكر للكشف عن إنحراف السلوك , وحقل ألغام يبعدك عن حدود حريات الأخرين .
بعد الفروغ من ذلك ..
 ستنتهى معاركك قبل أن تبدأ لأنك ستصبح ببساطه " من يحتاجه الناس دوما ً " .

الخميس، 23 أغسطس 2012

مونتاج



وردت لى أفكار عديده متباينه فى مضمونها وهدفها حول موضوعى " مونتاج ", أفكار كثيره يمكن صياغتها فى صورة جمل و تركيبات لغويه , وجميعها يصلح لأن تكون كلمة " مونتاج " عنوانا ً لها , فبعكس السائد و المنطقى .. إخترت العنوان قبل الموضوع , يمكنك القول أن توافر حس التحدى لدى دفعنى كى أصنع من العنوان مقال ,  كما يصنع البسطاء من ( توفيق عكاشه ) نجم شباك , لا يختلف عاقلان على رؤيته معتوه , ولكن يختلفان حينما يود كل منهما تحديد مقدار العته , فهنا الموقف أشبه بمزاد علنى يزايد كل منهما على الأخر .. و إبسط يا عم عكاشه .

بالعوده الى صلب الموضوع .. وجدت أننى أعمل مونتير فى معظم الاحيان , ولست وحدى من يفعل ذلك , فهى جين وراثى فى الخليقه البشريه , المونتير يقصص اللقطات المرفوضه .. ويربط من جديد أجزاء العمل الفنى , وأنا مع مقابلتى للنساء أقصص عيوبى وأضع محاسنى ومميزاتى على السطح كما يفعل تجار الفاكهه فى بضاعتهم , ولا عيب فى ذلك .. فالنساء يفعلن المثل  .
وأخفى بداخلى مشاعر سيئه تجاه رئيسى فى العمل وتجاه محاضر دمه يزن
 أطنانا ً , وأتنفس الصعداء حينما أعطيه ظهرى .. وأتحسبن فى خروجى  .
أرتدى قناع الرزين حتى لا ينفر منى مستكشفى الذى يرانى لأول مره , أزن كلماتى بميزان بائع الذهب , أتحسس خطواتى فى سبيل تعميق تلك الصداقه , لا أرغب بمصادفة صديق قديم فى تلك اللحظه .. يفسد على ترتيباتى ويفضحنى بما يعرفه عنى وأحيانا ً بما لا يعرفه .. متعمدا ً أو بحسن نيه .
قد تراه كذبا ً .. قد تراه نفاقا ً .. ولكننى أراه .. تجملا ً . ( وجهة نظر الكاتب ) .

المونتاج أيضا ً ينتج لك فيلم بدون (
Making ) , على إعتبار الفيلم يتحدث عن قصة نجاح شخص , أو مشوار حياتى لأحد المشاهير .. سيكون ال ( Making ) بمثابة تجارب البطل الفاشله , وعثراته الدائمه ولحظات يأسه من توفيقه , لا ترى تلك الأخطاء الا عندما يتحدث عنها , وتدرك حينها مدى صعوبة النجاح من أول محاوله , إلا إذا كنت محظوظا ً .. ولن يقف الحظ بجانبك دائما ً .
أتذكر أقصوصه عن المخترع توماس إيديسون صاحب الألف إختراع  .. قابل أحد الصحفيين بمناسبة إكتشافه للمصباح الكهربى , فأخبره الصحفى بعدم لياقه أن نجاحه هذا ليس مبهرا ً , خصوصا ً بعد فشل 2000 محاوله من محاولات توماس
 فرد الأخير : هذا ليس فشلا ً على الإطلاق , بدليل معرفته الآن ل 2000 طريقه لا يمكنك بهم إختراع مصباح كهربى .

بالتطرق لحياتك الشخصيه , كم عدد الارقام التى أزلتها من مفكرتك ؟ , كم عدد الطرق التى تجنبت خوضها خوفا ً من مصادفة أحد الذين تتجاهلهم ؟ , كم كذبه خرجت من شفاهك فى إصرارك لقطع كل السبل على شخص بعينه ؟ .. بمعرفتك لجودة إسقاطات ذاكرتك وعدد المحذوفين من قائمتك .. ستعى مدى روعتك كمونتير وكم هو حاد مقص عملك .

ولكن تذكر أن نقطة ضعف المونتير هى ثورة البركان  , البركان فى ثورته يخرج كل ما فى جعبته من حمم ومعادن , أما ثورتك أنت ستخرج ما تحاول أن تخفيه طوال حياتك .. ستخرج النواقص والعيوب .. ستسب وتقذف بألفاظ المنطقه الشعبيه التى ترعرعت فيها .. ستأخذ قرارات تندم عليها فى القريب العاجل .. ستخسر أشخاص ربما اسأت فهمهم  .. سيغلب الطبع على التطبع .

أخيرا ً : اود إعلامك أنى خلقت تحديا ً ونجحت بإجتيازه .. صنعت من مجرد عنوان .. مقال , وبإمكانك ان تفعل المثل .. أقبل يا عزيزى أى تحدى يعرض عليك , ولكنك يجب أن تعرف الفرق بين التحدى و المغامره والمجازفه , فالتحدى يمكن قبوله بل يمكن إجتيازه .. والمغامره لا شك بأنها مثريه وغنيه بالخبرات التى ستترك لك إياها , ولكن إحذر عواقبها ونسبة نجاحها الضعيفه , أما المجازفه فنسبة نجاحها أضعف .. كنسبة بقائك حيا ً أثناء عبورك الطريق الدائرى .

الاثنين، 20 أغسطس 2012

صنفر مخك

النقاش الودى الهادئ الرزين الذى يذهب ويجئ بين أطراف الحوار .. هو ( كصنفره ) بسيطه للمخ تزيل طبقة الصدأ وتتيح له الفرصه لنمو أكبر , أما النقاش المحتدم المصحوب بعصبيه لرأى ما وتجاهل الرأى الآخر .. هو يقود صاحبه للزج بمخه فى حصن منيع تزيد من تشبثه برأيه كما تزيد من وحدته وإنعزاله عن العالم .

السبت، 18 أغسطس 2012

ربتولنا الخفيف

أينما أردت التحدث والتعبير عن كيانك وجزء من مبادئك , حتما ستجد من يصدك و يقيد لسانك عامدا ً ومتعمدا ً , سينهرك إتحاد الهلاثين العرب عن التحدث بجديه , و ستحتقر جمعية المحافظين أحاديثك الفارغه , سيوبخك المحاضر على إستعراض معلوماتك العلميه , سيبرحك والدك ضربا إذا كنت عروساً تبدى رأيها فى زوجها المستقبلى .. والنتيجه تلعثم فى التخاطب , خوف من ردة الفعل , قلق و إرتجافه ملازمه مدى الحياه .

الجمعة، 17 أغسطس 2012

حتى فى دى !!

فى برنامج  So you think you Can dance ( أشهر برامج إكتشاف الموهوبين فى الرقص بأشكاله )  , عثرت على أحد الفروقات بين الثقافه الأمريكيه والثقافه المصريه .. بالمقارنه بما لدينا من عروض إنتقاء وصنع الممثل و المطرب وغيرها من المواهب .. إتضح أن نسبة الشجاعه فى إبراز قصورهم وعيوبهم وأحيانا جنونهم أكثر لدى الطرف الأمريكى .
وهذه شجاعه يجب أن يحسدوا عليها .

إسما ً فقط

لاحظت من فتره أن الحس الوطنى تفشى فى البلد .. المنتخب القومى أصبح المنتخب الوطنى ( ده قبل الثوره ) .. وأمن الدوله تحول الى الأمن الوطنى ( بفضل الثوره ) .. ولكن فى تلك الأماكن فقط .. لم يستر أفرادها عوراتهم بعباءة الوطنيه .

الخميس، 16 أغسطس 2012

قضايا عسرة الهضم



من حين لأخر تطرق باب عقلى شارده ذهنيه , وإحدى الشطحات الدماغيه , بخصوص قضيه تتعلق بسلوك المصريين فى مجابهة المشاكل .. يواجه المصريون عسر هضم مشاكلهم التى تعوق حياتهم , حينما تعرض فقط بصوره جديه .. أو كقضية رأى عام .
ولكننا نفضل تناول مشاكلنا كمقبلات سريعة الهضم أو مشهيات لا تسبب إمساك حتى لا يتعين علينا أن نزيد من جرعة المسهلات من أفلام هابطه و مسلسلات تركى .
* وسيعترض على كلامى معترض :
المسلسلات التركى ليست هابطه , أنا أعرف ذلك ولكننى أردت أن أستوضح أننا نترك السبب الرئيسى للنقاش حتى فى منتصف إحتدامه , ونتمسك بالهفوات ونعلن الحرب .. ثم نجعلها علاقة ثأر ورد شرف .